الخميس، نوفمبر ٢٩، ٢٠٠٧

التدوين.. بالصوت !

برنامج صوت مدون على إذاعة إسلام أونلاين

تخاطب إذاعة البي بي سي.. عبر موقعها المواهب الإذاعية الشابة التي تتطلع إلى خوض العمل الإعلامي في حين لا تجد فرصاً مواتية لتحقيق أحلامها..

ذلك أن معظم المحطات والقنوات الإذاعية والفضائية تحب أن تعتمد على خبرات ولو لم تكن كبيرة، ولكنها تفضل أن ترى سيرة ذاتية تحتوي على بعض الأعمال المميزة.. حتى تثق في إمكانات ذلك المتقدم إليها، وتلقي على كاهله مسؤولية تقديم وتمثيل قناة تليفزيونية أو محطة إذاعية بأسرها أمام الكاميرا أو المايكروفون.. ولا شك أنها مسؤولية ليست بالهينة، وليس بالهين أن تـُلقى إلى أي متقدم للعمل الإذاعي.. وينتظر منه ما يمكن أن يحققه من نجاح أو ما يمكن أن ينجم عن عمله من فشل..

وبوصفي إذاعياً شاباً، طموحاً، ويفتقد الفرصة المواتية.. فقد كنت مهتماً للغاية بما كنت أقرأه على إذاعة بي بي سي، كيف يمكن لإذاعي شاب أو راغب في العمل الإذاعي في دخول مجال هذا العمل وخوض غماره واكتساب خبراته، بكل ما يتطلبه من مواهب وقدرات وبكل ما يحمله من ضغوط ومفارقات وإثارة كذلك..!

والغريب أنهم طرحوا على أولئك الشباب خيارات بديهية للغاية ولكنها قد لا تبدو جذابة للكثيرين، فأول النصائح التي وجهت إلى أصحاب الطموحات الذين يفتقرون إلى الفرص السانحة لاكتساب الخبرة، هي أنه يمكنهم البدء بالعمل بإذاعة داخلية لمستشفى أو لمركز من مراكز التسوق (Mall) مثلاً ما يمكنهم من تحقيق الخبرة المرجوة وبدء أولى خطواتهم على الطريق..

.......

بالنسبة لي كان الوضع أفضل من ذلك بكثير.. كوني مواطن مصري فقد كنت أتنقل في الحياة بين مرحلة وأخرى دونما إرادة أو رأي فيما يراد بي.. أنهيت الدراسة الثانوية في المملكة العربية السعودية، ثم أتيت إلى مصر بمجموع بلغ 95 % ، كنت أتطلع إلى دراسة الإعلام أو العلوم السياسية،-رغم تفوقي العلمي- فوجدت نفسي وقد ألقي بي إلى إحدى كليات التجارة.. بجامعة حلوان، ولأني لست هاوياً للمحاسبة المالية ولست محباً للإدارة وعلومها، فقد قررت أن أكتفي من كلية التجارة، بشهادة ورقية تثبت لمن يطالعها أنني شاب جامعي متعلم، ولست من حملة الثانوية العامة والعياذ بالله.. وتعصمني كذلك من دخول الجيش إلا لسنة تجنيد واحدة فقط وليس بنظام السنتين لغير الجامعيين..

كان هذا في الحقيقة كل ما قدمته إليّ كلية التجارة وإدارة الأعمال التي التحقت بها، ورغم أني تخرجت فيها بتقدير "جيد"، إلا أنني كنت قد دأبت منذ السنة الأولى على دراسات خارجية تتعلق بالكمبيوتر وأنظمته ولغات البرمجة.. إلى آخره.. فضلاً عن شغفي بالاطلاع على التاريخ القديم والحديث.. ودراسة الكتب المقدسة للديانات السماوية الثلاث المعروفة.. وظلت عيناي متعلقتان عبر تلك السنوات الأربع بحلمي القديم.. العمل الإذاعي.. كنت أرى بوضوح بداية طريق شققته لنفسي في مجال العمل التقني، وقد بدا أن هذا العمل يمكن أن يوفر لي مستوى دخل معقول يسمح ببناء أسرة وإعالتها.. ولكن هذا الطريق لم يكن يمثل في نهايته الهدف الذي تطلعت إليه منذ قدومي إلى مصر المحروسة..

بعد ثلاث سنوات من احترافي لتصميم المواقع على الإنترنت، وتصميم الجرافكس على العموم، انضممت إلى شركة ميديا إنترناشونال وفريق عمل مؤسسة إسلام أون لاين، وفي إسلام أون لاين ولأول مرة بدأت أمارس الكتابة والتقديم الإذاعي في مؤسسة أحترف فيها التصميم وهو أمر قد يبدو غريباً وغير مفهوم للكثيرين..

ومن ناحية الكتابة لم أكتب كصحفي مميز، ولكنني أزعم أنني كنت أكتب كمحلل جيد.. كان لدي دائماً مبدأ ثابت في مسألة الكتابة.. وهو أنني لا أفكر في كتابة مقال إلا حينما أرى أن لدي فكرة لم يطرحها من قبلي أحد.. أو على الأقل.. حين أشعر أنني سأقول ما لم يقله غيري من قبل.. حتى ولو كنت أتطرق إلى موضوع قتله البحث والتحقيق.. وتمكنت أولى مقالاتي أن ترى النور على موقع إسلام أون لاين تحت عنوان "التدين.. الدلالات اللغوية والثقافية"، ثم تلاها مقال آخر عن "الرقص الشرقي" نشر على موقع قناة العربية، ثم ظهر على هامش عدة مقالات أخرى كمرجع..! وهو ما أثار دهشتي بحق.. وما لبثت أن توالت موضوعات عدة من كتاباتي للنشر على إسلام أون لاين والعربية وعشرينات الموقع الشبابي، ثم موقع بوابة العرب الكويتي النشأة..

ومن ناحية التقديم الإذاعي وإدارة الحوارات الإذاعية و"الموائد المستديرة" فلابد أن أقف ههنا احتراما وتقديراً للمؤسسة التي قدمت لي أروع وأفضل فرص التأهيل والخبرة، التي حصلت عليها عبر حياتي المهنية، فقد قدم إسلام أون لاين لشاب طموح غير ذي خبرة أو تأهيل فرصة مباشرة.. للعمل في صلب المجال الإذاعي والإعلامي، واكتساب الخبرة من واقع العمل الميداني مباشرة.. فضلاً عن تلقي بعض التأهيل والتدريب على يد خبرات خارجية من خلال المؤسسة ذاتها، وهي في تصوري إمكانية لا يسهل أن تتوافر لشاب في مثل تلك الظروف.. بعيد عن المجال الإعلامي، يفتقر إلى الخبرة ويفتقد التأهيل.. خاصة وأننا كما هو شائع.. بلد "شهادات" ووسايط أيضاً.. :) !

ولكن هذا الشاب كانت لديه صفتان غاية في الأهمية برغم كل شيء.. طموح بلا حدود.. وموهبة شهد له بها من حوله.. وهو ما حمله على المضي بحماس وشغف كبيرين.. ليس فقط لتحقيق النجاح.. ولكن لتحقيق التميز أيضاً..

الآن وبعد أربع سنوات من الالتحاق بإسلام أون لاين.. وثلاث سنوات تقريباً من الخبرة الإذاعية المتنامية.. وبعد خوض عدة برامج تدريبية.. بدأت في الأشهر الأخيرة أرفع رأسي إلى الأعلى وأتطلع إلى الإقلاع النهائي من أرض العمل التقني، إلى سماء العمل الإذاعي والإعلامي..

وفي خلال تلك المرحلة الانتقالية.. كنت قد توليت تقديم البرنامج الإذاعي الجديد الذي قدمته إذاعة إسلام أون لاين في بثها اليومي عبر الإنترنت: "صوت مدون".. ولا أبالغ حين أقول أن صوت مدون كان بحد ذاته نقطة انطلاق، إلى مرحلة جديدة..

كنت دائماً أراني في أفضل حالاتي، حين أبدأ عملي في برنامج أو حوار مفتوح بكتابة مقدمة للحلقة من ابتكاري، بعد أن أقوم بقراءة الأسئلة والرجوع إلى مصادر المعلومات المتعلقة بموضوع الحلقة وضيفها.. وفي صوت مدون بالذات.. رأيت أن أستحضر معطيات الجغرافيا وحقائق التاريخ.. عند تقديم كل مدون في حلقة من حلقات البرنامج.. ذلك أننا رأينا أن نعمل على انتقاء المدونين الناطقين بلسان العربية من كافة أنحاء العالم المحيط بنا، وبخاصة أولئك الذين ينقلون للعالم صوراً واضحة وصادقة ومباشرة من قلب النقاط الساخنة في العالم العربي، مثل العراق وفلسطين ولبنان.. إلخ..

ومن ورائي كان باسل سمير الشاب المشتعل نشاطاً وعبد الله فرج الفتى الغض الذي يبدو أكبر من سنه، وشيماء الجيزي الفتاة الساحلية.. كانوا جميعاً أعضاء فريق متكامل غاية في الروعة، وأصحاب الفضل الأكبر بعد توفيق الله وتأييده لي في ما تحقق من نجاح لهذا البرنامج.

وقد فاجأني بحق، ما حققه البرنامج من صيت واسع، خاصة بين مجتمع المدونين، حتى ظهرت لافتته الإعلانية على العديد من المدونات تربطها بصفحة الإذاعة، ولأول مرة، منذ أن بدأت العمل الإذاعي أشعر شعوراً فعلياً برجع الصدى لبرنامج إذاعي أقوم بتقديمه.. وأشعر بقيمة العمل الذي قمت به وشارك في تحقيق هذا النجاح.. وكان خاتمة ذلك ما نشرته جريدة الدستور في صفحة المدونات يوم الأربعاء 21 نوفمبر 2007، حول البرنامج، وما حققه من نجاح في فضاء الإنترنت، وإني لأرى أنه نجاح حققه مجتمع التدوين بأسره.. كان عنوانه هذا البرنامج الذي جمع أصوات المدونين على منبر إذاعي واحد اسمه "صوت مدون".

اسمحوا لي أن أفتح عبر مدونتي هذه (بوصفي أيضاً واحداً من المدونين) ساحة لتلقي كل آرائكم واقتراحاتكم حول حلقات برنامجنا نحن المدونين، وأن أقدم لكم كل حلقة جديدة لتتمكنوا من الاستماع إليها والتعليق المباشر كذلك عبر هذه النافذة، وأن أتقدم بالشكر والامتنان لكل مدون عربي أو غير عربي، ساهم بصورة مباشرة أو غير مباشرة في إنجاح ودعم هذا البرنامج.. الذي أحلم أن يظل منبراً لكلمة الحقيقة والرأي الحر وأن يبلغ كل مسامع الناطقين بالعربية حول العالم..

اسمتع إلى حلقات صوت مدون